تجاوزت مبيعات السندات الأوروبية 500 مليار يورو (532 مليار دولار) منذ بداية العام الحالي– بأسرع معدل لها على الإطلاق، ذلك أن حالة انعدام الثقة والغموض بشأن معدل التضخم والأوضاع السياسية تدفع الشركات والبنوك والحكومات إلى تجاهل ارتفاع العائد ومواصلة تنفيذ خطط الاقتراض.
ساهمت طروح “نسله”، و”تويوتا موتور” و”إتش إس بي سي هولدينغز” من سندات يوم الإثنين في كسر رقم قياسي سابق بواقع أسبوعين، وفق بيانات جمعتها “بلومبرغ”. ويُنتظر أن يرتفع هذا الرقم أكثر من ذلك مع قائمة الجهات المصدرة، ومنها “الاتحاد الأوروبي” وشركة “ستيلانتس”، التي تخطط لبيع سندات جديدة هذا الأسبوع.
قال ديفيد زان، رئيس قسم أوراق الدخل الثابت الأوروبية في شركة “فرانكلين تمبلتون” (Franklin Templeton): “إذا كنا سنشهد عاما آخر متقلباً، فمن الأفضل أن يتحقق ذلك مبكراً بدلاً من الانتظار. أنت لا تعرف كيف ستكون بقية العام”.
قفزت مبيعات السندات في بداية العام بسبب مراهنة المستثمرين على أن البنوك المركزية سوف تبدأ في سحب سياسة رفع أسعار الفائدة بهذه المعدلات الكبيرة. والآن، مع ارتفاع معدل التضخم الأساسي في أوروبا إلى أعلى مستوى في تاريخ منطقة اليورو، تضطر جهات إصدار السندات مرة أخرى إلى عرض عوائد نسبتها مرتفعة من أجل بيع أوراق الدين.
تقوم المؤسسات المقترضة بتسعير سندات تعادل 14.6 مليار يورو في أسواق الدين الأوروبية طُرحت يوم الإثنين، ويتصدرها طرح بقيمة 5 مليارات يورو يُغطى على مرحلتين من بنك “تورونتو دومينيون” (Toronto-Dominion Bank) جذب طلباً من المستثمرين بقيمة 6.8 مليار يورو. وساهمت صفقة بقيمة 2.75 مليار يورو من بنك “إتش إس بي سي” في حصيلة اليوم.
قال ماثيو بيلي، المدير التنفيذي لاستراتيجية الائتمان الأوروبية في بنك “جيه بي مورغان تشيس”: “بعض الإصدارات هذا العام طُرحت بكثافة في وقت مبكر في ضوء الأوضاع القوية في السوق، لكننا نعتقد أن عروضاً كثيرة أخرى ما زالت قادمة”.