بالمقابل، مفهوم ريادة الاعمال يختلف إلى حدّ ما، فرائد الأعمال هو الشخص الذي يستخدم مبلغاً من المال لبناء مشاريع رابحة تعود بالنفع مادياً عليه. هدف رائد الأعمال في النهاية هو تقديم سلعة/خدمة وبيعها لتقاضي ثمنها والانتفاع منها لتكبير تجارته، ودائماً ما يُفكر في بناء تجارة أو مجال عمل أكبر من قدراته، ويسعى لخوض تحديات جديدة.
تُعتبر ريادة الأعمال أكثر أهمية وتعقيداً من العمل المستقل وهي تعتمد على الفكرة؛ في حين أن العمل المستقل يعتمد بشكل أساسي على المهارات التي يجيدها المستقل. فتبدأ ريادة الأعمال بالتفكير في مشكلة حرجة تواجه المجتمع، والرغبة في التوصل لفكرة يمكن استغلالها وتسخيرها لحلّ هذه المشكلة؛ ومن ثم أخذ المبادرة في تطبيقها لخدمة المجتمع، وتحقيق الكثير من الربح بنجاح المشروع.
يدور العمل المستقل الحرّ في المقام الأول حول كسب المال، دون الحاجة إلى القلق حول المشاكل الحرجة التي تواجه المجتمع أو الأسواق. فيهتّم المستقل بنوعية وجودة عمله، فيقوم بتحديد سعر العمل الذي يقوم به بنفسه؛ حيث يجب عليه تسليم الأعمال المطلوبة منه في وقتٍ محدد؛ ليتسنى له الحصول على مقابله المادي.
رحلة رائد الأعمال محفوفة بالمخاطرة حيث يخاطر بماله الخاص، أو بمال المستثمرين عند بناء المشروع، كما يتحملّ المخاطر الوظيفية عند فشل المشروع. أما مخاطر العمل الحر فتقتصر على إيجاد العملاء والمحافظة عليهم. لكن حتى إن فقد عميلًا فغالباً ما سيجد البديل سريعاً.
الشخص الذي يعمل كمستقل، يجني المال لكل مهمة يؤديها. يمكن الحصول على دفعات مستمرة كل شهر. لكنك لا يمكنه أن ينشىء أي أصول طويلة الأجل لأن الطريقة الوحيدة للحصول على المزيد من الدخل هي زيادة أسعار الخدمات. في حين على الرغم من تحملّ العديد من المخاطر المختلفة، إلا أن ريادة الأعمال أكثر ربحاً على المدى البعيد؛ إذ يستطيع رائد الأعمال كسب المال على مدار الساعة إذا حقق مشروعه النجاح المرجو.
نتائج العمل المستقل يمكن توقعها، فقد ينخفض أو يزداد المال الذي يجنيه المستقل وفقًا لكمّ العمل الذي يقوم به، لكنه لن يخسر أي جزء من المال الذي يمتلكه إطلاقاً. بينما تمتلئ ريادة الأعمال بالمفاجآت دائماً، فمن الممكن أن يزدهر العمل خلال هذا الشهر، ويضمحل خلال الشهر التالي.
صاحب العمل المستقل هو عامل بطبيعته. لا يحتاج المستقلون إلى فريق، أو قد يحتاجون إلى القليل من المساعدة لتحسين نتائج عملهم، وفي هذه الحالة يمكنهم استئجار عامل حرّ آخر. من جانب آخر، لا يواجه رواد الأعمال مشكلة في التفويض، حتى لو اضطروا إلى تأخير هذه العملية حتى يتوفر لديهم المال الكافي لجلب عمال إضافيين. تقوم ريادة الأعمال على العمل الجماعي إذ عليهم بناء فريق من أفضل الأشخاص وتجميع جهودهم سوية وتعلمّ كيفية توظيف وتحفيزهم للحفاظ على مواهبهم.يعمد جميع المستقلين لتقديم خدمة أساسية واحدة كنقطة قوتهم، فهم يتفوقون في مهارة واحدة ويقدّمون أفضل خدمة في مجال خبرتهم، بينما يصنع رواد الأعمال منتجات أو يبيعون خدماتهم كمنتجات، ويتمثل عملهم في فهم احتياجات العملاء بشكل جيد للغاية، ثم تقديم منتج لسدّ أي فجوة موجودة في الأسواق.
الشخص المستقل لديه الحرية التامة في القرارات والوقت والمصاريف وسرعة التطبيق وغيرها. أما رائد الأعمال فعليه أن يعود أحياناً للشركاء المؤسسين أو للمستثمرين أو التفكير في الفريق الذي يتأثر بهذا التغيير وأخذ آرائهم.
في العمل الحر المصاريف ليست ثابتة ومن الممكن تخفيضها فمن الممكن العمل من البيت أو من غرفة في فندق أو من مقهى. بينما في ريادة الأعمال هناك مصاريف ثابتة كرواتب الموظفين ورسوم التصاريح الحكومية وغيرها التي لا يمكن تخفيضها بتلك السهولة.