بواسطة محمد خير
تحدث المهندس شريف شلتوت المدير الإقليمي بشركة liquid C2 للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عن رحلة تطورات أعمال الشركة في مصر، وكشف عن أحدث المستجدات محلياً وعالمياً على صعيد الأمن السيبراني وأمن المعلومات ومتطلبات مواكبة التطورات المتلاحقة وحجم الفجوة بين السوق المحلية والأسواق الإفريقية والعالمية على صعيد التكنولوجيا وكذلك الوظائف ورواتب المبرمجين.
وجاء ذلك خلال استضافة المهندس شريف شلتوت في واحدة من أبرز حلقات بودكاست التكنولوجيا والأمن السيبراني وأمن المعلومات الذي يقدمه الإعلامي أسامة كمال ويبث مباشرة عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي وعبر صفحة الإعلامي أسامة كمال على الفيس بوك وصفحة مؤتمر ومعرض الأمن السيبراني Caisec”24 المرتقب انعقاده في نسخته الثالثة خلال الفترة من 3 إلى 4 يونيو المقبل.
وقال المهندس شريف شلتوت، المدير الإقليمي بشركة liquid C2 للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إنه بدأ العمل في مجال التكنولوجيا منذ أكثر من 21 عاماً حيث كانت البداية في شركة ISS مع المهندس مصطفى سرهنك.
وأوضح أنه منذ عام 2002 بدأ العمل في مجال الأمن السيبراني اعتماداً على البحوث التي أجراها خلال فترة الدراسة بمجال الأمن السيبراني وأمن المعلومات، وكان قطاعاً ناشئاً لم يكن يشهد هذا الاهتمام الكبير الذي يشهده اليوم، ولم يكن في الجامعة سوى دورة تدريبية واحدة خاصة بالأمن السيبراني بخلاف البحوث التي يتم إجراؤها من قبل الطلاب في هذا المجال.
وذكر أنه منذ تخرجه تعرف على شركة ISS من خلال الراحل الدكتور شريف القصاص وعدد من المدرسين الجامعيين، وكان الدكتور شيف القصاص على اهتمام كبير بقطاع الأمن السيبراني منذ بداياته.
ومن جانبه أكد أسامة كمال على أن الدكتور شريف القصاص رحمه الله كان من أوائل المتحدثين والمحاضرين في مجالات الأمن السيبراني بندوات ومؤتمرات معرض “Cairo ICT” عام 1996م، وقد كانت تلك هي الدورة الأولى لمعرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا.
وأضاف أسامة كمال أن الحديث عن الأمن السيبراني في الدورة الأولى لمعرض Cairo ICT، كان من أبرز الموضوعات اللافتة، ولو كان المعرض قد بدأ دورته الأولى قبل ذلك بأعوام لكان الدكتور القصاص من أوائل المتحدثين فيه عن الأمن السيبراني أيضاً.
وفي سؤال عن الاختلاف بين البرمجة بشكل عام والتخصص في برمجيات الأمن السيبراني، قال المهندس شريف شلتوت المدير الإقليمي بشركة liquid C2للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن المجالات تظل متقاربة ويمكن الانتقال من مجال لأخر بالدراسة والتدريب، مؤكداً أن الكثير من الناجحين في مجال أمن التطبيقات بدأت أعمالهم كمهندسين مبرمجين وبحكم الخبرات استطاعوا الانتقال للعمل في الأمن السيبراني للبرامج والتطبيقات.
وعن انتقاله من ISS، أوضح شلتوت أنه انتقل إلى شركة IBM في ضوء صفقة استحواذها على ISS عام 2006، وقد تم الانتقال لجميع المهندسين إلى وظائف متميزة في IBM، مضيفاً أنه انتقل من IBM إلى سيكيور مصر في عام 2010 التي أطلقها الدكتور شريف القصاص آنذاك، وقد مرت سيكيور مصر برحلة تطور كبيرة حتى أصبحت liquid C2 العالمية.
وقال إن سيكيور مصر تحوّلت إلى liquid C2 العالمية في عام 2022، خلال رحلة تطور طويلة وصعبة بدأت بعد تأسيسها بمواجهة ثورة 2011، وكانت الشركة قد قامت بتدريب أكثر من 1000 شاب مصري منذ تأسيسها في 2010 حتى يناير 2011، وكان برنامجاً تدريبياً ناجحاً يعكس التوجه الحكومي القوي لبناء نواة للأمن السيبراني داخل مصر حيث كانت الحكومة تدعم كافة الشركات في الحصول على التدريب والمنح في مجالات الأمن السيبراني، بينما بعد الثورة تم توجيه التمويلات الحكومية لأوليات أخرى.
وأضاف أن الشركة بدأت مرحلة جديدة في عام 2015 حيث استقطبت كوادر جديدة بعد أن استحوذت الشركات العالمية معظم مهندسي شركة سيكيور مصر، وقد كانت من أوائل الشركات الرائدة في مجالاتها ومن أوائل الشركات التي أدخلت مركز عمليات الأمن السيبراني في مصر “SOC”.
وعن ارتفاع الرواتب العالمية في مجالات التكنولوجيا والأمن السيبراني نتيجة انخفاض قيمة الجنيه، أوضح أنه كان لابد على الشركة القيام بتعديل هيكل مرتباتها بعد التحريك الأخير لسعر الصرف، وبشكل عام ليس من السهل أن يحقق الجميع دخلاً شهرياً يصل إلى 200 ألف جنيه.
وقال المهندس شريف شلتوت إنه لا تزال هناك فجوة كبيرة بين الرواتب في مصر والرواتب على مستوى العالم وحتى في السوق الخليجي، بينما تمنح liquid C2 العالمية لموظفيها الفرصة للعمل مع مختلف فروعها حول العالم مع تواجدهم داخل مصر، وأحياناً السفر لإتمام الأعمال خارج مصر.
وأوضح أن أعمال liquid C2 العالمية في مصر تعتبر المركز الرئيسي لخدمات الشركة في أفريقيا بأكملها، وتشهد الدول الإفريقية تقدماً كبيراً في البرمجة والأمن السيبراني، وتحصل إفريقيا على الكثير من التمويلات الخارجية، ومن بين الدول المتقدمة تقدماً ملحوظاً تأتي كينيا وزيمبابوي ونيجيريا وجنوب إفريقيا.
وعن أحدث التطورات في مجالات الأمن السيبراني، كشف شلتوت أن الذكاء الاصطناعي يمثل عنصر التطور الرئيسي في القطاع وذلك من جهتين أولاً فيما يخص الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي وثانياً فيما يخص عمليات الدفاع والتأمين المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
وذكر أن الكوانتوم كمبيوتينج (الحوسبة الكمومية) تعتبر أحد أبرز أشكال التطور التي سوف تؤثر بقوة في قطاع الأمن السيبراني، ومن المهم أن تبدأ الشركات في تطوير منظومات التشفير لديها وأن يكون لديها الجاهزية لتطوير منظومات التشفير في إطار تطورات الكوانتموم كمبيوتينج.
ويرى أن شركات الأمن السيبراني سوف تستطيع التأقلم سريعاً مع تلك التطورات بينما المتعاملين من الشركات والمؤسسات والأفراد لن يكون لديهم القدرة السريعة على مواكبة هذا التطور الذي قد يأخذ سنوات في الظهور أو ربما تظهر الكثير من المفاجآت في أسرع وقت.
وأكد أن إيقاع التطور يزيد بشكل كبير، ومع ذلك ليس من الضروري أن يكون لدى المؤسسات رغبة جامحة في تبني كل ما هو جديد لمجرد أنه الأحدث، حيث لابد أن تتوافق هذه الحداثة مع احتياجات المستخدمين الفعلية، بينما قد تطغى الرغبة في الوجاهة الاجتماعية على ذلك أو ربما لا يكون هناك الوعي الكافي لدى المستخدمين مع عدم معرفة المخاطر والأوليات الخاصة بهم.
وأضاف أن الوعي بأهمية الأمن السيبراني أصبح في تطور ملحوظ وأصبح الأمر على مائدة السياسات العليا للدول والقوانين بما فيها الدول النامية بينما يظل الأمر يتعلق بمتطلبات التكاليف المتزايدة، ولكن الوضع اليوم يعتبر أفضل كثيراً مما كان عليه قبل أعوام مضت.